اللهم صل على محمد وال محمد --- aboutaqua@yahoo.it --- اللهم صل على محمد وال محمد

ذكـــر اللــــــه

قال الله تعالی:{ الذین آمنوا وتطمئن قلوبهم بذکر الله ألا بذکر الله تطمئن القلوب } الرعد ٢٨
قال رسول الله(ص):« على كل قلب خاتم من الشيطان، فإذا ذكر إسم الله خنس وذاب ، وإذا ترك الذكر إلتقمه الشيطان ، فجذبه وأغواه ، فاستزله وأطغاه ».
قال أمير المؤمنين(ع):« ليكن كل كلامكم ذكر الله وقراءة القرآن، فإنّ رسول الله(ص) سئل: أي الأعمال أفضل عند الله ؟ قال: قراءة القرآن، وأنت تموت، ولسانك رطب من ذكر الله تعالى ».
على السالك إلى الله، ألا يغفل عن ذكر الله سبحانه، بل يكون دائما مستهترا بذكره ، إذ من أحب شيئا أكثر ذكره وذكر ما يتعلق به ، فمحب الله لا يخلو عن ذكر الله وذكر آلائه وتلاوة كتابه ، ويكون محبا للخلوة ليتفرد بذكره تعالى، فيحصل له كمال الأنس والإلتذاذ بمناجاته..!
قال الإمام الصادق(ع):« ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه، إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه . فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده ، والحج فمن حج فهو حده ، إلا الذكر فإنّ الله عز وجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهي إليه ثم قال:" يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا "».
قال سبحانه وتعالی:{ إنما المؤمنون الذین إذا ذکر الله وجلت قلوبهم وإذا تلیت علیهم آیاته زادتهم إیمانا وعلی ربهم یتوکلون } الأنفال ۲
قال النبي(ص):«.. ومن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن الله تعالى ينزل العبد حيث أنزل العبد الله من نفسه، وآعلموا أنّ خير أعمالكم عند مليككم أزكاها وأرفعها في درجاتكم وخير ما طلعت عليه الشمس، ذكر الله سبحانه وتعالى، فإنه أخبر عن نفسه، فقال: أنا جليس من ذكرني ».
إنّ العبد في بداية الأمر، يكون متكلفا بصرف قلبه ولسانه عن الوساوس والفضول إلى ذكر الله ، فإن وفق للمداومة أنس به وانغرس في قلبه حب المذكور، ومن أحب شيئا أكثر ذكره ، ومن أكثر ذكر شئ ـ وإن كان تكلفا ـ أحبه .
ومن هنا قال بعضهم:" كاءدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة ". (هي النفس ما عودتها تتعود) !
قال الإمام علي(ع) عند تلاوته:" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"، قال:« إنّ الله سبحانه جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة . وما برح لله - عزت آلاؤه - في البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم ، وكلمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة في الأسماع والأبصار والأفئدة.. وإنّ للذكر لأهلا أخذوه من الدنيا بدلا، فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه، يقطعون به أيام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين ».
قال الصادق(ع):«.. فآجعل قلبك قبلة للسانك ، ولا تحركه إلا بإشارة القلب، وموافقة العقل، ورضا الإيمان، فإنّ الله تعالى عالم بسرك وجهرك.. واغسل قلبك بماء الحزن ، وأجعل ذكر الله تعالى من أجل ذكره تعالى إياك ، فإنه ذكرك وهو غني عنك ، فذكره لك أجل وأشهى وأثنى وأتم من ذكرك له وأسبق، ومعرفتك بذكره لك، تورثك الخشوع والإستحياء والإنكسار..».
يا أبو تقوى: إنتخب لنفسک ساعة یقلّ فیها إشتغال النفس بعالم الطبیعة والکثرة، لذکر الحق تعالی مع حضور القلب. فبالمداومة سيتمكن المذكور إنشاء الله في القلب، وتتجلى عظمته الباهرة عليه، وينشرح الصدر بشروق أنواره.. وبذکر الحق والإستئناس به ، یصل القلب إلی مقام الإطمئنان والطمأنینة ولا یتعلق بأحد غیر الحق تعالی، ویصل إلی درجة لا یری معها لملک سلیمان قیمة !
قال الله تعالى:{ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار} النور ٣٨
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):« لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله، قسوة القلب، وإنّ أبعد الناس من الله، القلب القاسي ».
وقال أيظا(ص):« من أعطي لسانا ذاكرا ، فقد أعطي خيرا الدنيا والآخرة ».
جاء في حديث قدسي:« یا عیسی، أذکرني في نفسک أذکرک في نفسي، واذکرني في ملئک، أذکرک في ملأ خیر من ملأ الآدمیین . یا عیسی، ألِــن قلبک وأکثر ذکري في الخلوات، وآعلم أنّ سروري أن تبصبص إليّ، وکن في ذلک حیا ولا تکن میـتا ».
قال الإمام الصادق(ع):« ما اجتمع قوم في مجلس، لم يذكروا الله ولم يذكرونا، إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ».
بالمداومة، سیصبح القلب ـ إنشاء الله ـ متذکرا واللسان تابعا له . ویتفق أحیانا أنّ الإنسان في النوم نائما، ولسانه ناطق بذکر الله، إلی أن یصل إلی حدّ تکون النفس فیه متذکرة للتوحید والتفرید مع الإشتغال بالکثرة والمادّة أیظا !
{ یا أیها الذین آمنوا أذکروا الله ذکرا کثیرا }.
قال النبي(ص):« إنّ موسى ابن عمران(ع)، لما ناجاه الله عز وجل، قال: يا رب، أبعيد أنت مني فأناديك ، أم قريب فأناجيك ؟ فأوحى الله إليه: أنا جليس من ذكرني . فقال موسى: يا رب، إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى، أذكرني على كل حال ».
قال الإمام الصادق(ع):« إن سمعت الأذان وأنت على الخلاء ، فقل مثل ما يقول المؤذن ولا تدع ذكر الله في تلك الحال، لأنّ ذكر الله حسن على كل حال ».
قال عيسى(ع):« لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإنّ الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله، قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون ».
قال المصطفى(ص):« من ذکر الله في السوق مخلصا عند غفلة الناس وشغلهم بما فیه، کتب الله له ألف حسنة وغفر الله له یوم القیامة، مغفرة لم تخطر علی قلب بشر ».
الذکـر في السوق ، کالسراج في البیت المظلم !
" الذاکر لله عز وجل في الغافلین، کالمقاتل في الهاربین" !
بکثرة الذکر، تطهرـ إنشاء الله ـ وتنفتح الأقالیم الظاهریة والممالک الباطنیة، وکثرة الذکر یبعث علی حدة البصیرة وإزاحة الحجب. وعند تذکر الله ، شاهد نفسک أمام الذات المقدسة عـزّ شأنه، وروّض قلبک دائما علی ذکر المحبوب ما دمت مسافرا ومهاجرا إلیه تقدست أسماءه .
قال الله عز وجل:{ ولا تکونوا کالذین نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولائک هم الفاسقون } الحشر١٩
قال رسول الله(ص):« سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله:.. ورجل ذكر الله عز وجل خاليا، ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل ».
قال الصادق(ع):« من أراد أن یکتال بالمکیال، فلیقل إذا أراد أن یقوم من مجلسه: سبحان ربک رب العزة عما یصفون وسلام علی المرسلین والحمد لله رب العالمین ».
علیک بالإستغراق في الذکر الإلاهي بالتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والحوقلة والتسبيحات الأربعة وأسماء الله الحسنى والصلاة على محمد وآل محمد.. فإنّ المواظبة عليها توجب صفاء النفس وانشراح الصدر.
" یا من اسمه دواء وذکره شفاء "!
والذین ذکرهم ذکر الله، وحبهم حب الله ،هم خواص الحق.. هم فانون في جمال الله.. !
" لا تغفل عن ذلک البدر طرفة عین ، فلربما ینظر إلیک وأنت عنه غافل" !
قال الله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } المنافقون ٩
صدق الله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: