اللهم صل على محمد وال محمد --- aboutaqua@yahoo.it --- اللهم صل على محمد وال محمد

الريـــــــاء

قال الله تعالی:{ إنّ المنافقین یخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلی الصلاة قاموا کسالی یراؤون الناس ولا یذکرون الله إلا قلیلا ، مذبذبین بین ذلک لا إلی هؤلاء ولا إلی هؤلاء ومن یظلل الله فلن تجد له سبیلا } النساء ١٤٣
قال رسول الله(ص):« إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء ، يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين إذا جازى العباد بأعمالهم: إذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن لهم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء ».
قال أمير المؤمنين(ع):« إخشوا الله خشية ليست بتعذير(بمعنى: التقصير)، واعملوا بغير رياء ولا سمعة ، فإنه من عمل لغير الله ، وكله الله إلى عمله يوم القيامة ».
قالت الصديقة الزهراء(عليها السلام):« من أصعد إلى الله خالص عبادته ، أهبط الله عز وجل إليه أفضل مصلحته ».
قال الإمام الباقر(ع):« الإبقاء على العمل أشد من العمل، قيل: وما الإبقاء على العمل ؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له فتكتب له سرا، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له رياء ».
قال الإمام الصادق(ع):« قال الله عز وجل: أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل ، لم أقبله إلا ما كان لي خالصا ».
الرياء هو: أن تقصد في عملك غير المولى سبحانه وتعالى ، فتعمل ليراك الناس حتى وإن كان قلبك غير راغب في ذلك العمل، فتظهر لهم ما حسن منک وتکتم ما قبح ، بغية طلب المنزلة عندهم واجتذاب قلوبهم والإشتهار بینهم !
قال الله عز وجل:{ کالذي ینفق ماله ریاء الناس ولا یؤمن بالله والیوم الآخر فمثله کمثل صفوان علیه تراب فأصابه وابل فترکه صلدا } البقــرة ٢٦٤
قال سيد الرسل(ص):« إنّ اليسير من الرياء شرك، وإنّ الله يحب الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفقدوا، وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يتحول من كل غبراء مظلمة ».
وقال أيظا(ص):« إنّ المرائي ينادى عليه يوم القيامة: يا فاجر يا غادر يا مرائي ضل عملك وحبط أجرك، إذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له ».
قال الإمام علي(ع):« ثلاث علامات للمرائي: ینشط إذا رأی الناس، ویکسل إذا کان وحده ، ویحبّ أن یحمد في جمیع أموره ».
عن الصادق(ع) في قوله تعالى:" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ", قال(ع):« الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس, فهذا الذي أشرك بعبادة ربه. ثم قال: ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا ، وما من عبد أسر شرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له شرا ».
للرياء أبواب كثيرة ومتشعبة: كإظهار النحول والصفار وذبل الشفاه، ليستدل بهما على قلة الأكل أو الصوم وسهر الليل. وكخفض الصوت وإرخاء الجفون وتنكيس الرأس عند الكلام وإظهار الهدوء والسكون في المشي.. ليستدل بذلك على وقاره وتقواه.. الخ.
قال الله تعالى:{ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون } الماعون ٤ ــ ٧
قال رسول الله(ص):« إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به، فإذا صعد بحسناته، يقول الله عز وجل: إجعلوها في سجين، إنه ليس إياي أراد به ».
وقال أيظا(ص):« سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم ، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق، فلا يستجيب لهم ».
قال الإمام السجاد(ع):« حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ».
قال الإمام الصادق(ع):« من أراد الله بالقليل من عمله ، أظهر الله له أكثر مما أراده به ، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله ، أبى الله إلا أن يقلله في عين من سمعه ».
روي أن رجلا من بني إسرائيل قال:« لأعبدن الله عبادة أذكر بها، فمكث مدة مبالغا في الطاعات ، وجعل لا يمر بملأ من الناس إلا قالوا: متصنع مراء . فأقبل على نفسه وقال: قد أتعبت نفسك وضيعت عمرك في لا شيء ، فينبغي أن تعمل لله سبحانه . فغير نيته وأخلص عمله لله تعالى ، فجعل لا يمر بملأ من الناس إلا قالوا: ورع تقي !
سُـئل الإمام الباقر(ع) عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك ، قال:« لا بأس ، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر الله له في الناس الخير، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك ».
قال عيسى(ع):« إذا صام أحدكم ، فليدهن رأسه ، ويرجل شعره ، ويكحل عينيه ». (خوفا من نزع الشيطان بالرياء) !
وكان بعض الأكابر يقول:« من يدلني على بكاء بالليل ، بسام بالنهار» !
جاء في حكم أمير المؤمنين(ع):« قدموا خيرا تغنموا ، وأخلصوا أعمالكم تسعدوا ». « تصفية العمل ، أشد من العمل ». « في إخلاص الأعمال ، تنافس أولي النهى والألباب ». « كلما أخلصت عملا ، بلغت من الآخرة أمدا ». « فاز بالسعادة ، من أخلص العبادة».
یا أبوتقوی: إياك والرياء ، فإنه موجب للمقت والشقاء ، بل أعمل لله وحده ولا تشرک في عملک أحدا إلا هو سبحانه ، لأنه لا فائدة ترجی من حب الناس واحترامهم لک لأیام معدودة ، فإنّ رضاهم لا يزيدك رزقا ولا أجلا ، ولا ترى منهم نافعا يوم فاقتك قولا ولاعملا. وكرر قول المصطفى(ص):« اللهم إجعل سريرتي خيرا من علانيتي، واجعل علانيتي صالحة ». آمين رب العلمين .

ليست هناك تعليقات: