اللهم صل على محمد وال محمد --- aboutaqua@yahoo.it --- اللهم صل على محمد وال محمد

صــلة الــرحــــــم

قال الله تعالی:{ واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إنّ الله کان علیکم رقیبا } النساء ١
قال رسول الله(ص):« من سره أن يمد الله في عمره وأن يبسط له في رزقه، فليصل رحمه ، فإنّ الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق ، تقول: يا رب صل من وصلني واقطع من قطعني ، فالرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها ، فتهوي به إلى أسفل قعر في النار».
قال أمير المؤمنين(ع):« لن يرغب المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد، وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم، هم أشد الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمهم لشعثه إن أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الأمور، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يدا واحدة ، ويقبض عنه منهم أيدي كثيرة..».
قال الإمام الصادق(ع):« إنّ الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ، فلا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ».
الصلة: هي العلاقة، الرابطة. و(صلة الرحم) هو الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول سواء بالسلام، أو بالسؤال، أو بالمال، أو بالخدمة، أو بالزيارة، وغير ذلك..
قال النبي(ص):« إنّ العبد ليكون واصلا لرحمه، وقد بقي من أجله ثلاث سنين، فيجعلها ثلاثين سنة، ويكون الرجل قاطعا لرحمه، وقد بقي من أجله ثلاثون سنة، فيجعلها الله ثلاث سنين ».
روي عن الإمام علي(ع) أنه قال في إحدى خطبه:« أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء . فقام إليه عبد الله بن الكواء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين، أو تكون ذنوب تعجل الفناء ؟ فقال: نعم، ويلك، قطيعة الرحم ! إنّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله ، وإنّ أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء ».
إنّ صلة الأرحام والبرّ بهم والتكريم لهم والقيام بتسديد حوائجهم.. هي من كبير ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، وعظيم ما يوجب الزلفة عنده ، وصلة الرحم من أعجل الطاعات ثوابا، كما أنّ قطيعة الرحم من أعجل الخطيئات عقوبة !
قال سبحانه وتعالی:{ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعـوا أرحامكم ، أولئــك الذين لعنهم الله فأصـمهم وأعمى أبصارهم } سورة محمد(ص) ٢٣
قال رسول الله(ص):« ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة ، من قطيعة الرحم والخيانة والكذب ».
وقال أيظا(ص):« صلة الرحم توجب المحبة وتكبت العدو».
« صلة الرحم تنمي العدد وتوجب السؤدد ».
قال أمیر المؤمنین(ع):« إنّ أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه، فليدن منه فإنّ الرحم إذا مستها الرحم إستقرت، وأنها متعلقة بالعرش تنقضه إنتقاض الحديد فتنادي: اللهم صل من وصلنى، واقطع من قطعني. وذلك قول الله في كتابه: واتقوا الله الذى تسائلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا ».
قال الصادق(ع):« إتقوا الحالقة فإنها تميت الرجال، قيل: وما الحالقة ؟ قال: قطيعة الرحم ».
أتى رجل إلى النبي(ص) فقال: يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلا توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة ، فأرفضهم ؟ قال:« إذن يرفضكم الله جميعا. قال: فكيف أصنع ؟ قال: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك ، فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير». (الظهیر:العون) .
قال الإمام الباقر(ع):« في كتاب علي(ع): ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها. وإنّ أعجل الطاعة ثوابا، لصلة الرحم، وإنّ القوم ليكونون فجارا فيتواصلون، فتنمى أموالهم ويثرون، وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم، لتذران الديار بلاقع من أهلها وتنقل الرحم، وإنّ نقل الرحم إنقطاع النسل ».
إنّ صلة الرحم، من أقوى أسباب الإلتـئام الطبيعي بين أفراد العشيرة ، مستعدة للتأثير أقوى الإستعداد، ولذلك كان ما ينتجه المعروف بين الأرحام، أقوى وأشد مما ينتجه ذلك بين الأجانب، وكذلك الإساءة في مورد الأقارب ، أشد أثرا منها في مورد الأجانب..
قال النبي(ص):« أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة، أن يصل الرحم وإن كانت منه على مسيرة سنة ، فإن ذلك من الدين ».
قال الإمام الباقر(ع):« صلة الأرحام تزكي الأعمال، وتدفع البلوى، وتنمي الأموال، وتنسئ له في عمره، وتوسع في رزقه، وتحبب في أهل بيته، فليتق الله وليصل رحمه ».
قال أبو عبد الله(ع):« صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها، وصلة الرحم منسأة في الأجل، محببة في الأهل ».
قال رسول الله(ص):« لا صدقة وذي رحم محتاج ».
وقال تعالی:{ وأولوا الأرحام بعضهم أولی ببعض } الأنفال٧٥
يستحب إعطاء الزكاة للأرحام والأقارب، بمعنى أنّ الدفع إليهم أفضل من غيرهم إذا كانوا فقراء . کذلک يستحب تقديم الأرحام في زكاة الفطرة على غيرهم ، ثم الجيران، ثم أهل العلم والفضل، والمشتغلين.. ومع التعارض تلاحظ المرجحات والأهمية.
قالت الزهراء(عليها السلام):« فرض الله صلة الأرحام ، منماة للعدد ».
وقال سبحانه وتعالى:{ والذين یصلون ما أمر الله به أن یوصل ویخشون ربهم ویخافون سوء الحساب } الرعد ٢١
قال النبي(ص):«.. ومن أحب السبل إلى الله خطوتان: خطوة إمرء مسلم يشد بها صفا في سبيل الله، وخطوة في صلة الرحم، وهي أفضل من خطوة يشد بها صفا في سبيل الله ».
جاء في حديث قدسي:« أنا الرحمن خلقت الرحم ، وشققت لها إسما من أسمائي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته ».
قال رسول الله(ص):« إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم».
قال الإمام الباقر(ع) لمیسر:« يا ميسر، أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخر الله بصلتك قرابتك ».
إنّ صلة الرحم واجبة، ولو بقدر الإمكان: من سلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة ومكالمة وتلطف وإحسان.. وأن يزورهم غبا ليزيد حبا، بل يزور أقرباءه كل جمعة أو شهر، ولا يرد حاجتهم لأنه من القطيعة !
قال أبو ذر(رض):« سمعت رسول الله(ص) يقول: حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فإذا مرّ الوصول للرحم المؤدي للأمانة، نفذ إلى الجنة، وإذا مرّ الخائن للأمانة القطوع للرحم، لم ينفعه معهما عمل وتكفأ به الصراط في النار »
قال الله تعالی:{ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} الرعد ٢٥
اللهم إجعلنا من الواصلين لأرحامهم يا رب العالمين !

ليست هناك تعليقات: