اللهم صل على محمد وال محمد --- aboutaqua@yahoo.it --- اللهم صل على محمد وال محمد

الـصــدقــــــــــــــة

قال الله تعالی:{ الذین ینفقون أموالهم بالیل والنهار سرا وعلانیة فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف علیهم ولا هم یحزنون } البقرة٢٧٤
قال رسول الله(ص):« تصدقوا ولو بتمرة ، فإنها تسد من الجائع ، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ».
وقال أيظا(ص):« حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ».
قال الإمام الباقر(ع):« البرّ وصدقة السرّ، ینفیان الفقر ویزیدان في العمر ویدفعان عن سبعین میتة سوء ».
قال الصادق(ع):« داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا البلاء بالدعاء، واستنزلوا الرزق بالصدقة ، فإنها تفك من بين لحى سبعمائة شيطان ، وليس شئ أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الرب تعالى قبل أن تقع في يد العبد ».
عن الإمام الكاظم(ع) أنّ رجلا شكى إليه: إنني في عشرة نفر من العيال كلهم مريض، فقال له(ع):« داوهم بالصدقة، فليس شيء أسرع إجابة من الصدقة، ولا أجدى منفعة للمريض من الصدقة ».
جاء في حديث قدسي:« المال مالي ، والفقراء عيالي ، والأغنياء وكلائي ، فمن بخل بمالي على عيالي، أدخله النار ولا أبالي ».
الصدقة هي من أعظم ما اهتم به الإسلام، في ما يخص حقوق الناس إيجابا وندبا، من طريق الزكاة والخمس والكفارات المالية، وأقسام الفدية، والإنفاقات الواجبة، والصدقات المندوبة، والوقف والسكنى، والوصايا والهبة..الخ. وقد أراد بذلك إرتفاع مستوى معيشة الطبقة الساحقة التي لا تستطيع قضاء حوائجها من غير إمداد مالي من غيرهم، ليقرب بذلك أفقهم من أفق أهل النعمة والثروة .
قال سبحانه وتعالی:{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزکیهم بها وصلّ علیهم إنّ صلاتک سکن لهم والله سمیع علیم } التوبة ١٠٣
قال النبي(ص):« ما من عبد مسلم يتصدق بصدقة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا طيبا، إلا كان الله آخذها بيمينه، فيربيها له كما يربي أحدكم فصيله ، حتى تبلغ التمرة مثل أحد ».
وقال أيظا(صلى الله عليه وآله):« اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ».
قال أمير المؤمنين(ع):« إذا ناولتم السائل، فليرد الذي ناوله يده إلى فيه فيقبلها، فإنّ الله عز وجل يأخذ الصدقات ».
قال الإمام الصادق(ع):« إنّ الله لم یخلق شیئا إلا وله خازن یخزنه، إلا الصدقة فإنّ الرب یلیها بنفسه. وکان أبي إذا تصدق بشيء وضعه في ید السائل، ثم ارتدّه منه فقبـّله وشمه ثم ردّه في ید السائل».
من آداب الصدقة، هو التصدق الذي لا يؤذي كرامة ولا يخدش شعورا.. وقد قرر الإسلام بأنّ الصدقة التي يتبعها منّ وأذى، لا حاجة فيها، وأولى منها كلمة طيبة تضمد جراح القلوب وتغسل أحقاد النفوس.. والمنّ عنصر كريه لئيم، وشعور خسيس واط ، يمحق آثار الصدقة محقا !
و(المن): هو أن يرى الإنسان نفسه محسنا على الفقير.. فيظهر ذلك ويتحدث به، وينتظر المكافأة منه بالشكر والخدمة والتعظيم..
و(الأذى): هو التعيير، والإستخفاف ، والإستخدام..الخ
قال الله تعالى:{ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم } البقرة ٢٦٣
قال رسول الله(ص):« سبعة يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله:.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق بيمينه ».
وقال أيظا(ص):« ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا ».
قال الإمام علي(عليه السلام):« إنّ الله فرض في أموال الأغنياء ، أقوات الفقراء ».
وسئل الصادق(ع): أيّ الصدقة أفضل؟ قال(ع):« جهد المقل! أما سمعت قول الله عز وجل: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة » ؟!
يا أبو تقوى: إذا تصدقت، فلا ترى نفسك أنك أنت المحسن، وأنّ لك فضلا على ذلك المسكين، لا ! بل المحسن في الحقيقة هو ذاك الفقير الذي أخذ منك صدقتك ، لإيصاله إليك الثواب وإنجائك من العذاب بسبب ما أخذ منك.. ولا تنسى بأنك نائبا عن الله في أرضه، وكل ما تعطيه هو حقا من حقوق المولى سبحانه وتعالى، وهو قليل في مقابل ما ستأخذه غدا !
عليك أن تتواضع للفقير عند إعطائه، فتوصل إليه الصدقة بنفسك، وتمثل قائما بين يديه وتسلم عليه وتهش له، وتبسط له كفك ليأخذ فتكون يده هي العليا، وتلتمس منه الدعاء لأنّ دعاءه مستجاب فيك..
قال تقدست أسماءه:{ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم ، بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } آل عمران١٨٠
قال النبي(ص):« ما تصدقت لميت، فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات ، ثم يقوم على شفير الخندق فينادي: السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم أهدوا إليكم بهذه الهدية، فيأخذها ويدخل بها في قبره ، فيوسع عليه مضاجعه ».
وقال أيظا(صلى الله عليه وآله):« لا صدقة وذي رحم محتاج ».
إنّ الأولى من الكل بالصدقة، هم الأقارب وأولو الأرحام من أهل الإحتياج، فإنّ التصدق عليهم أفضل من التصدق علی غیرهم ، والإنفاق عليهم صدقة وصلة أيظا، وفي صلة الرحم من الثواب ما لا يخفى.. !
وفي الخبر:" إنّ أفضل الصدقات والصلات، الإنفاق على ذي الرحم الكاشح " يعني المبغض لك.
جاء في حديث قدسي:« يا موسى ، أكرم السائل ببذل يسير أو برد جميل ، إنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ، بل ملائكة من ملائكة الرحمان ، يبلونك فيما خولتك ، ويسألونك فيما ناولتك ، فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران ».
إشتری علي(ع) ثوبا فتصدق به وقال:« سمعت رسول الله(ص) یقول: من آثر علی نفسه آثره الله یوم القیامة بالجنة، ومن أحبّ شیئا فجعله لله، قال الله تعالی یوم القیامة: قد کان العباد یکافؤون فیها بینهم بالمعروف، وأنا أکافیک الیوم بالجنة ».
قال الحق سبحانه:{ لن تنالوا البر حتی تنفقوا مما تحبون } آل عمران٩٢
اللهم صل على محمد وآل محمد

ليست هناك تعليقات: