اللهم صل على محمد وال محمد --- aboutaqua@yahoo.it --- اللهم صل على محمد وال محمد

الـنـيــــــــــــة

قال الله عز وجل:{ إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولائك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما } النساء ١٤٦
قال سيّد الرسل(ص):« إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ».
وقال أيظا(ص):« إذا إلتقا المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار. قيل: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه أراد قتل صاحبه ».
قال أمير المؤمين(ع):« مسحة من المعرفة خیر من کثیر من العمل وما هما إلا کالنیة والعمل ، والفضل للنیة.. وکالروح والجسد ، والفضل للروح ».
قال الإمام الصادق(ع):« إنما خلد أهل النار في النار لأنّ نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأنّ نياتهم في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا فيها. خلد هؤلاء وهؤلاء ، ثم تلا قوله تعالى:" كل يعمل على شاكلته " قال(عليه السلام): على نيته ».
إنّ إهتمام الإسلام بتصفية الباطن من خلال الترغيب في النية الخالصة والإبتعاد عن النية المشوبة ، يعرب عن عناية الإسلام بموضوع النية ، وما ذلك إلا لأنها مصدر العمل وروحه ، فالنية الصالحة مصدر الخيرات، كما أن النية الطالحة منبع الشرور..
قال الله تعالى:{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } الكهف ١١٠
قال النبي(ص) لما خرج إلى غزوة تبوك:« إنّ بالمدينة أقواما، ما قطعنا واديا ولا وطأنا موطئا يغيظ الكفار ولا أنفقنا نفقة ولا أصابتنا مخمصة، إلا شاركونا في ذلك وهم في المدينة. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله وليسوا معنا ؟! فقال(ص): حبسهم العذر فشاركونا بحسن النية ».
قال الصادق(ع):« الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعمل الخالص، الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية أفضل من العمل، ألا وإنّ النية هي العمل ».
أوصی عیسی المسیح(ع) أتباعه قائلا:« إنّ موسی أمرکم أن لا تزنوا، وأنا آمرکم أن لا تحدثوا أنفسکم بالزنا فضلا عن أن تزنوا، فإنّ من حدث نفسه بالزنا ، کمن أوقد في بیت مزوق فأفسد التزاویق الدخان، وإن لم یحترق البیت ».
وفي الخبر: أنّ رجلا من المسلمين قتل في سبيل الله بأيدي الكفار، وكان يدعى بين المسلمين قتيل الحمار، لأنه قاتل رجلا من الكافرين نية أن يأخذ حماره وسلبه، فقتل على ذلك فأضيف إلى نيته .
وهاجر رجل إلى الجهاد مع أصحاب النبي(ص)، وكانت نيته من المهاجرة أن يأخذ إمرأة كانت في عساكر الكفار ويتزوجها- وتسمى أم قيس- فأشتهر هذا الرجل عند أصحاب النبي: بمهاجر أم قيس!
قال سبحانه وتعالي:{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم } البقرة ٢٢٥
قال رسول الله(ص):« أول من يسأل يوم القيامة ثلاثة: رجل آتاه الله العلم فيقول الله له: ما صنعت فيما علمت ؟ فيقول: يا رب كنت أقوم به آناء الليل وأطراف النهار. فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان عالم، ألا فقد قيل ذلك. ورجل آتاه الله مالا، فيقول الله له: لقد أنعمت عليك فماذا صنعت ؟ فيقول: يا رب كنت أتصدق به آناء الليل وأطراف النهار. فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، بل أردت أن يقال فلان جواد، ألا فقد قيل ذلك. والثالث رجل جاهد في سبيل الله فقتل، فيقول الله له: لقد جاهدت ليقال فلان شجاع، ألا فقد قيل ذلك. ثم قال(ص): أولئك أول خلق تسعر بهم جهنم يوم القيامة ».
قال الإمام الباقر(ع):« الإبقاء علی العمل أشد من العمل. قیل: وما الإبقاء علی العمل؟ قال: یصل الرجل بصلة وینفق نفقة لله وحده لا شریک له فکتب له سرا ، ثم یذکرها فتمحی فتکتب له علانیة ثم یذکرها فتکتب له ریاء ».
قال أمير المؤمين(ع):« الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به ».
قالت الزهراء(عليها السلام):« من أصعد إلى الله خالص عبادته ، أهبط الله عز وجل إليه أفضل مصلحته ».
قال النبي(ص):« نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله ، وكل عامل يعمل على نيته ».
وإلى هذا قال الباقر(ع):« نية المؤمن خير من عمله، وذلك لأنه ينوي الخير ما لا يدركه ، ونية الكافر شر من عمله ، وذلك لأن الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه ».
إنّ من یصلي مثلا صلاة اللیل لیوسع الله علیه رزقه أو یتصدق لدفع البلیة أو ما شابه ذلک.. هذه العبادات مقبولة عند الله سبحانه وتعالى، ولکنها لیست خالصة لله ولا تحتوي علی النیة الصادقة ، وإنما هي لنیل الرغبات وتعمیر الدنیا !
" لا أطلع علی قلب عبد، فأعلم فیه حب الإخلاص لطاعتي وابتغاء وجهي ، إلا تولیت تقویمه وسیاسته ".
الإخلاص في العبادة: هو أن لا یرید عامله عوظا في الدارین !
{ ألا لله الدين الخالص }.
فالمخلص هو من يكون عمله لمحض التقرب إلى الله وحده ، من دون قصد شيء آخر أصلا.. وإنّ من أعلى مراتب الإخلاص، هو إرادة محض وجه الله وحده ، دون توقع عوضا في الدارين ..
وهذا هو الإخلاص المطلق !
قال النبي(صلى الله عليه وآله):« من أخلص لله أربعين يوما ، فجر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ».
" اللهم ارزقنا توفيق الطاعة ، وبُعد المعصية ، وصدق النية ، وعرفان الحرمة ".
آمين رب العالمين !

ليست هناك تعليقات: