اللهم صل على محمد وال محمد --- aboutaqua@yahoo.it --- اللهم صل على محمد وال محمد

الـمـقـدمـــــــــــــة

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه: أبوتقوى عبد المجيد المشري عفى الله عنه وعن والديه: هذه أبواب شتى جمعت فيها أبحاثا مختلفة كانت تختلج بخاطري الفاتر وتتردد على ذهني الكليل، وكنت أتمنى جمعها في كتيب أعود إليه عند الحاجة ، وربما يستفيد منها أيظا بعض إخواني المؤمنين في مطالعاتهم .
قال الله تعالى:{ أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } الأنعام ١٢٢
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):« قلب المؤمن عرش الرحمان ».قال أمير المؤمنين(ع):« إنّ الله عزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما . فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم ».
قال الإمام الصادق(ع):« إنّ روح المؤمن لأشد إتصالا بروح الله، من إتصال شعاع الشمس بها ».على الإنسان أن ينتبه إلى أن له غاية وهدفا في الحياة يجب الإنطلاق والسعي إليه, وأنه في حالة سفر شاء أم أبى, ولا بد له من المسير..
إنّ للإنسان نشأتین: نشأة ملکیة ظاهریة دنیویة وهي البدن، ونشأة باطنیة غیبیة ملکوتیة وهي النفس.وللنفس ثلاث نشآت: نشأة الملک(الدنیا)، نشأة الملکوت(البرزخ)، ونشأة الجبروت(الآخرة).
إنّ قلب الإنسان، كمرآة لها وجهان: وجه ملتفت نحوعالم الغیب، ووجه ملتفت نحو عالم الشهادة ، فإذا توجه القلب نحو عالم الأنوا ر وتعمیر الآخرة ، فسیحصل له وئام مع الملکوت الأعلی، وتترقی روحه بالتدریج من نقص النورانیة، إلی کمال الروحانیة والنورانیة، وتتخلص من جمیع الکدورات والظلمات وتفاض علیها علوم رحمانیة وإلقاءات إلاهیة، ویکون نصیبها مشاهدة جمال الجمیل ویقع أجرها علی الله !
فالسالک إذا اشتغل بتهذیب باطنه وصقل سره وتطهیر روحه وتنزیه قلبه، تتجلی تدریجیا في مرآة قلبه أنوار غیبیة إلاهیة وتحصل له جذبات باطنیة فینجذب إلی عالم الغیب .
إنّ الإیمان نور إلاهي یجعل القلب موضع تجلیات الحق جل جلاله !
قال الصادق(ع):« القلوب ثلاثة: قلب منکوس لا یعي شیئا من الخیر وهو قلب الکافر، وقلب فیه نکتة سوداء فالخیر والشر فیه یعتلجان، فأیهما کانت منه غلب علیه، وقلب مفتوح فیه مصابیح تزهر ولا یطفأ نوره إلی یوم القیامة، وهو قلب المؤمن ».
قال الحق سبحانه:{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم } الأنفال ٢٩إنّ الغایة القصوی من القرآن والأحادیث هو إخراج هذه النفوس من عالم الطبیعة وتوجیه هذه الأرواح إلی عالم الغیب، وهذا لن یحصل إلا بتصفیة العقل وتزکیة النفس وتهذیب الباطن.
ومن أسرار العبادات الشاقة، تسخیر ملک الجسم للملکوت، حیث یصبح ذا عزم فیتغلب علی الطبیعة والملک ویصبح الجسم وقواه الباطنیة والظاهریة مثل ملائکة الله الذین لا یعصون الله ولا یعانوا عنتا ولا مشقة !
والعبادات الجسدیة الشرعیة، حین تتم بالآدات الظاهریة والباطنیة، تورث تهذیب الباطن، بل تزرع في الروح بذرالتوحید ، کما أنّ تهذیب الباطن یزید من قوة التعبد .
فتتقوی روح القدس بمرور الزمن وینشرح الصدر، ویُـقوّي نور العبادات البدنیة نور الملکات النفسیة وبالعکس: أي نور الملکات النفسیة، نور العبادات البدنیة، ویصیر نورا علی نور، والطاعة تجر الی الطاعة...!!
و« إذا أراد الله بعبده خیرا ، فتح عین قلبه » !

ليست هناك تعليقات: